عندما يخرج الخوارج على الخوارج : بقلم الأديب الشاعر مراد الشيخ

هذا هو ما حصل في هذه الأيّام ... عندما بدأت موجة التكفير تجتاح عالمنا العربي والإسلامي تصدّى اهل العلم والدراية بدين الله وشرعه لأهل الأهواء الذين دعوا الى التكفير والخروج على الحكومات وتلاعبوا بمشاعر الشباب قليلي العلم والخبرة وجنّدوهم لقتل اخوانهم من المسلمين الأبرياء الذين حكموا عليهم بالردّة إمّا لذنبٍ أو لمجرد مخالفتهم لعقيدتهم التي انتهجوها.

بدأو في الجزائر ولم تكن لهم ثمرة سوى آلاف القتلى من المسلمين, ثم انطلقوا بمتفجراتهم ليصلوا الى كلّ تجمّع للآمنين ... ليصلوا الى رجال الأمن والجيش في كثير من البلدان .... ليصلوا الى الأسواق وصالات الأفراح ليصلو الى كل مكان ... من خوّل هؤلاء بانهاء حياة المسلمين لمجرد مخالفتهم لهم بالرأي والإعتقاد ... لم تشفع كلمة لا اله إلّا الله محمدٌ رسول الله لضحاياهم ... بل لم تشفع الصلاة لأهلها عند هؤلاء ... نعم انهم يقتلون حتى المسلم المصلي لمجرّد مخالفته لهم ولمعتقداتهم التي خالفو فيها رأي أهل العلم ومن سبقهم من السلف الصالح.

كنّا نعرف طالبان وبعد ذلك سمعنا بتنظيم القاعدة والذي تبرّأت منه طالبان مؤخرا ...ومن ثم ظهرت الدولة الاسلامية في العراق والشام بأمير مؤمنيها!!! وبعد ذلك جبهة النصرة.... ثم قامت القاعدة والنصرة بقتال الدولة الاسلامية التي خرجت على زعيم القاعدة.
وغدا سنرى كل خمسين شخص يبايعون رجلا يلقبونه بأمير المؤمنين ويكفرون الباقين ويقاتلونهم .

هذه هي نتيجة طريق التكفير والغلوّ فيه

خرج الخوارج على الخوارج .

همسة: يا من انتهجتم طريق التكفير منهجا ومسلكا لكم ليكن لكم في رسول الله أسوَةٌ حسنة فرسول الله لم يبدأ بضرب الأعناق منذ حملهِ الرسالة ولكنّه كان يزرع الإيمان بقلوب الناس ويعلمهم التوحيد والقرآن وتحملوا معه الأذى سنين طوال دون ان يقاتلوا ويحملوا السيوف ... لقد انتصر بالحكمة والموعظة الحسنة وبحب الناس له ولم ينتصر بإرهاب الناس وقتلهم لمجرّد ذنبٍ او خلاف , واسأل الله ان يهديني ويهديكم ويهدي جميع المسلمين الى ما يحب ويرضى.